عبد الواحد بن أحمد الونشريسي(ت.955)
"فأما الونشريسي فكان متظلعا في الفقه والنحو والأدب وغيرها من الفنون، محققا لجميعها مع طلاقة اللسان وحسن التعبير وسرعته وجودة الخط والشعر الرائق، يرتجل المكاتبات في الأمور العويصة ويأتي فيها بالعجب العجاب. وكان له مجلس، أكابر العلماء كالزقاق واليستيني وغيرهما. ولد بفاس بعد انتقال أبيه إليها من تلمسان، وأخذ عنه وعن الشيخ ابن غازي وغيرهما من أهل عصرهما. ولم يكن في حياة أبيه في جد طلب، بل يوثر الراحة على التعب. زوجه أبوه سنة عشر أو إحدى عشرة وتسعمائة، فلما أعرس أطلق القاضي المفتي أبو عبد الله محمد بن عبد الله اليفرني الشهير بالقاضي المكناسي يده على الشهادة وقال لأبيه: هذه هديتي لهذا العرس. وكانت الشهادة عند هذا القاضي عزيزة كان يقول: من طلبها لي فكأنما خطب ابنتي. ثم ولي بعد أبيه دروسه الوقفية، ثم ولي القضاء والفتوى بفاس، فبقي نحوا من ثمان عشرة سنة ثم تخلى عن القضاء () وتوفي قتيلا في ذي الحجة سنة خمس وخمسين وتسعمائة. محمد بن الطيب القادري :نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني عشر، تحقيق محمد حجي وأحمد توفيق، الجزء الأول، دار المغرب الرباط،1977.ص:47.