هدم قصر البديع
تم إنشاء قصر البديع في عهد الدولة السعدية، خلال فترة حكم السلطان المنصوري الذهبي وهو معلمة حضارية وتاريخية..شاهدة على العصر..ومما يذكر صاحب نشر المثاني عن هذه المعلمة أنه "في عام تسعة عشر ومائة وألف أمر السلطان مولانا اسماعيل بهدم الدار التي بناها أبو العباس أحمد المنصور المدعو الذهبي السعدي، بمراكش وسماها البديع. وكانت مدة بنائها ست عشرة سنة فهدمت معالمه وبذلت مراسمه وغيرت محاسنه وفرقت جموع حسنه، وعاد حصيدا كان لم يغن بالأمس حتى صار مرعى للمواشي ومقيلا للكلاب ووكورا للبوم والصيد، وحق على الله ما وقع شيئا إلا وضعه من الدنيا. ومن العجائب أنه لم يبق بلد من بلاد المغرب إلا ودخلها شيء من أنقاض البديع. وإذا تأملت لفظ البديع وجدت عدد نقط حروفه بحساب الجمل مائة وسبعة عشر، وهذا القدر من السنين هو الذي بقي فيه قائما تماما عامرا. فإنه فرغ منه عام اثنين وألف وشرع في هدمه عام تسعة عشر ومائة وألف فمدة بقائه بعد تمام بنائه مائة سنة وسبع عشرة سنة على عدد اسمه. وذلك من غريب الاتفاق، والبقاء والدوام للملك الواحد الخلاق. والملك التام لله الملك الديان لا يسأل عما يفعل وهو يسألون.