جوانب من تاريخ مدينة الفيوم المصرية:
"معنى الفيوم ألف يوم لأن أول من نزلها جارية من الروم اسمها ألف يوم."ص:510. ويقال أيضا أن سبب تسمية الفيوم بهذا الاسم أن:" عبد الملك ابن حبيب غير ذلك، قال إنما سميت الفيوم، لأنها تؤدى منها إلى السلطان، كل يوم ألف دينار، وخليج الفيوم يسقي أعلاها ووسطها وأسفلها بماء واحد ولا يعدم بها."ص: 514. " والفيوم وسط بلاد مصر ومصر وسط البلاد ولا يؤتى إليها، من ناحية من النواحي إلا من صحراء أو مفازة، وذكر ابن عفير وغيره أن عمرو بن العاص (لما فتح مصر أقام المسلمون بعد ذلك سنة لم يعلموا بالفيوم ولا مكانها حتى بعث عمرو بن العاص) قيس بن الحارث إلى الصعيد، فسار حتى أتي القسيسين فنزل بها وبه سميت، وأبطأ على عمرو خبره، فقال ربيعة بن حبيش، أكفيك، فركب فرسا له أنثى، فجاز عليه النيل من ناحية الشرقية، ومشى حتى انتهى إلى الفيوم، ثم أتى عمرا بخبرها، وخبر قيس، ويقال أن عمرا بعث جرائد خيل إلى ما حول مصر، فأخبرهم رجل بأمر الفيوم، فسار معه في جريدة من الخيل عمرو بن ربيعة بن حبيش بن عرفظة الصدفي، فلما سلكوا في المجابة لم يروا شيئا وهموا بالانصراف، فلم يسيروا إلا قليلا حتى طلع لهم سواد الفيوم."ص: 516. "ويزرع أهل الفيوم في العام مرتين، وذلك حمل النيل أو لا وهي تشرب من ذراع اثنتي عشرة، وليس في أرض مصر موضع يشرب من هذا الذراع غير الفيوم، لان سائر بلاد مصر تشرب من ستة عشر، وإذا زاد الماء على اثنين عشر قطع أهل الفيوم جريانه فسد لهم عند موضع يعرف بالشجرة، وهي شجرة جميز عظيمة، فيزدر عون والماء باق في سائر الأرض، فيكون الحصاد عند أهل الفيوم وجميع من على أرض النيل لم يتم حرثه، فإذا كان أول حصاد أهل مصر كان ذلك أول السقية الثانية لأهل الفيوم، وحينئذ يسد، حجر اللهون ويزدر عون في السقية الثانية القمح والشعير والأرز."ص:515. المسالك والممالك لأبي عبيد الله البكري، حققه وقدمه له، أدريان فان ليوفن و أندري فيري، الجزءان 1-2، دار الغرب الإسلامي، 1992