الشبانات من انتجاع القفر إلى ملك مراكش
تقدم معنا أن عرب المعقل نزحت من جنوب المغرب الصحراوي إلى سهول تامسنا، فنزلت تكنة على ضفاف وادي نون، ونزلت زرارة والشبانات أحواز مراكش مما يلي الصويرة، وكان انتقالهم من الصحراء إبان قيام الدولة السعدية، على يد محمد القائم بأمر الله السعدي سنة 915، من أجل صد العدوان البرتغالي على سواحل أسفي والجديدة وأزمور، وكان أمر ولي النصارى على آسفي ابن تفويت قد استفحل أمره وكثر خطره، وأحكم وثاقه على قبائل دكالة وأحواز آسفي والشياظمة، وهذا ما يفسر لنا كون الشياظمة أول المبايعين للقائم بأمر الله، أما القبائل التي كانت تسكن دكالة يومئذ فهي سفيان وبنو جابر والخلط من بني هلال، وبعض بقايا الأمازيغ، ولما نزل الشبانات وإخوتهم زرارة بحوز مراكش طاب لهم المقام، وكثرت جموعهم، وقويت شوكتهم، فصاهرهم محمد الشيخ بن زيدان ت 1064، وكانوا أخوال ولي عهده ابي العباس بن محمد الشيخ، فما آل إليه الامر بعد وفاة أبيه طوى له أخواله كشحا ، وأسروا له سحوا في ارتغاء، فلما تمكنوا منه قتلوه وتربعوا على عرشه بمراكش، وذلك سنة 1069، وكان متولي كبر هذه السنيعة عبد الكريم بن أبي بكر الشباني الحريزي، وتسميه العامة"كروم الحاج"،وفي عهده كان الغلاء المفرط سنة1070، ومازال قائما بأمر مراكش إلى أن توفي سنة1079، قبل دخول المولى الرشيد العلوي إلى مراكش بأربعين يوما، وتولى من بعده ابنه أبو بكر بن عبد الكريم وعليه دخل المولى الرشيد، فأثخن فيهم وشردهم وقتلهم شر قتلة، وبدخول العلويين إلى مراكش انتهت دولة الشبانات.