الشريف التلمساني:(710ه-771ه):1
محمد بن أحمد بن علي الإدريسي الحسني أبو عبد الله العلوي، المعروف بالشريف التلمساني، علامة باحث من أعلام المالكية، انتهت إليه إمامتهم بالمغرب، كان من قرية تسمى العلوين، نشأ بتلمسان بالجزائر، ورحل إلى فاس مع السلطان أبي عنان المريني، ثم نكبه واعتقله أشهرا وأطلقه، سنة ست وخمسين وسبعمائة، وأقصاه ثم أعاده وقربه، سنة تسع وخمسين وسبعمائة.، ودعي إلى تلمسان، وكان قد استولى عليها أبو حمو (موسى بن يوسف فذهب إليها وزوجه أبا حمو ابنته، وبنى له مدرسة أقام يدرس فيها إلى أن توفي، أخد عن جماعة من الأعلام، وأخذ عنه خلق كثير منهم، ابن خلدون، وأبو إسحاق الشاطبي، وصفه الشيخ مخلوف يقوله العلامة فارس المعقول المنقول، الفهامة المحقق العمدة الحافظ من أعلام العلماء والأئمة الفضلاء، أعلم من في عصره بالإجماع، كان الأستاذ ابن لب يعترف بفضله ويراجعه في المسائل، اجتمع بابن عبد السلام بمجلس درسه، وعارضه في مسألة كان الحق فيها فيما ظهر له، فاعترف بفضله ووقعت مذكرات علمية، وأخذ كل واحد منها عن صاحب، وقال الحجوي فيه، إمام المغرب المتفنن الجامع الذي صرح معاصره ابن مرزوق الجد ببلوغه درجة الاجتهاد، أقام بفاس مدة واشتهر علمه وفتاويه، أخد عنه علماء إفريقية وأفاضلها. ألف كتاب مفتاح الوصول - الذي هو بين أيدينا- وهو كتاب جليل القدر عظيم المنفعة، دسم المادة العلمية لا تعقيد فيه ولا حشو، يربى القارئ فيه على تربية ملكة الجدل العلمي الراسخ، ويمكن من استوعبه من ثروة علمية أصولية غالية، ويرفع دوقه العلمي إلى درجات عالية، وقد فرغ من تأليف كتابه هذا إثر صلاة العشاء الآخرة من ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة من عام أربعة وخمسين وسبعمائة(754ه)وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة(771ه) عن عمر يناهز واحد وستين سنة."