أعلام الفتوى بمراكش عبر العصور
الحاج العربي بن رحال بن علال البربوشي العالم المشارك، الفقيه النوازلي، ولد عام 1264هـ/1847م. درس بمراكش وفاس ومصر والقدس والأردن. وفي أيام السلطان المولى الحسن الأول استدعاه ليعلم أبناءه: مولاي أحمد، ومولاي الطاهر، ومولاي بوبكر، ومولاي عبد الحفيظ، ومولاي جعفر، وللافاطمة بمدرسة أحمر بزيمة. وكانت هذه المدرسة تضم نخبة من العلماء: كالفقيه السيد عبد القادر بن قاسم الدكالي. ثم انتقل إلى الدار البيضاء بطلب من بعض طلبة العلم الذين ألحوا عليه بالمجيء، فتولى قضاء المنشية أيام السلطان مولاي عبد العزيز. وفي أيام السلطان مولاي عبد الحفيظ ذهب إليه السيد المدني الجلاوي طالبا منه باسم السلطان العودة إلى مراكش، فاستجاب للدعوة وعينه قاضيا على الرحامنة وزمران والسراغنة، وعين هو نوابا عنه في كل جهة من هذه الجهات الثلاث، وأناب على منطقة تامصلوحت ابنه محمد. كما تولى قضاء مدينة فاس والصويرة والبيضاء ومولاي بوشعيب بالجديدة. قضى جل أوقاته في التعليم والدرس والتوعية في جامعة ابن يوسف زهاء ستين سنة، مثابرا على الدروس. وقد حلاه صاحب رياض الجنة المدهش بقوله: [..... عالم كبير، ومحقق نحرير، حافظ ضابط محصل مشارك في كثير من العلوم المنطوق منها والمفهوم، متبحر في علوم البلاغة، متضلع في الفقهيات، متمكن في معرفة النوازل والمعاملات، وتعاطي الإفتاء والتدريس حتى أنه ختم المختصر الخليلي في أربعة أعوام]. إنتاجه: ترك مؤلفا في أصول الفقه أسماه: [تهذيب البيان والجمع في الفرق بين خطاب التكليف والوضع] ضمن مجموع، وبأوله تقريظ لعبد الله العياشي بن إبراهيم ابن محمد بن زيدان المراكشي في فاتح شعبان 1327هـ. توجد منه نسخة بالخزانة الملكية بمراكش حسبما أخبرني به أستاذي سيدي محمد المنوني رحمه الله. وفاته: توفي عام 1354هـ/ 1935م . علي بن أبي بكر بن عثمان السكتاني فقيه نوازلي فرضي نحوي، فصيح اللسان، متواضع يطلب العلم أيا كان، دؤوبا على التدريس والمطالعة لا يمل، ذاكرا للنوازل، استخرج نوازل الونشريسي (المعيار)، وهو أول من أخرجها. دخل مراكش في أول عهد السعديين، فأسندوا إليه خطتي القضاء والفتوى، واقبل على التدريس مدة طويلة، يقرئ الفقه والأصول والنحو والتفسير بفصاحة لم تعهد في بني جلدته، مع الاستيعاب الكامل والترتيب، وحسن العرض، إلى أن قتل مع السلطان محمد الشيخ المهدي غير بعيد عن سكتانة في طريقهم إلى ترودانت، في حادث الاغتيال المشهور المدبر من جنود الانكشارية الأتراك الذين كانوا في ركب السلطان أواخر عام 964هـ/1557 م. له شرح مختصر خليل إلى النكاح. علي بن أحمد القرموديالرجراجي المراكشي كان فقيها مفتيا، عارفا بالقراءات، معدلا مشاركا في عدة فنون من حساب وتعديل، له اليد الطولى في الأصول والفروع. كانت له خزانة كتب تضم النفائس ومنتخبات الدفاتر، شتـتت بعد موته. أستكتب في أول أمره لقائد الشياظمة بوجمعة حجي، ثم ولي قضاء القصبة أوسط العشرة الأخيرة من القرن الثالث عشر، وهو أول قاض بها في الدولة العلوية. وفاته: توفي ليلة الأربعاء سابع وعشري رمضان عام 1319هـ/8 يناير 1902م. علي بن عبد الرحمان السباعي رافع العلامة الأديب المفتي. ولد حسب وثيقتين بخطه، الأولى فيها 1311هـ/ 1893م. والثانية 1312هـ/ 1894م، بدوار الروافع بقبيلة أولاد أبي السباع، وبمسقط رأسه حفظ القرآن الكريم مع بعض المبادئ الأولية للعلوم الإسلامية واللغوية. كما درس بمدرسة أولاد عبد المولى بنفس القبيلة. وفي سنة 1334هـ/ 1916م رحل إلى مدينة مراكش لإتمام دراسته العلمية بجامعة ابن يوسف، حيث درس على شيوخ العلم بها. وفي سنة 1343هـ/ 1924م شرع في التدريس وتدرج في سلك العلماء من الفئة الثالثة إلى الثانية، إلى الأولى. ولم يقتصر نشاطه على التعليم بالجامعة اليوسفية، بل تجاوزه إلى منابر مساجد مراكش، كالكتبية، والمواسين، والمنصوري بالقصبة، وباب دكالة، وحارة الصورة، وسيدي عبد العزيز التباع، وبريمة، وتشاء الأقدار أن يرحل إلى مدينة الدار البيضاء ليعمل بمدرسة السلام مدة خمس سنوات، والخطبة بجامع الحمراء نيابة عن المفضل لحريزي، بعدها عاد للجامعة اليوسفية. وفي سنة1365هـ/ 1945م تولى قضاء شيشاوة وإيمينتانوت مدة أحدى عشرة سنة، ثم طلب الإعفاء وانصرف للتدريس بمراكش. وفي سنة 1386هـ/ 1966م يكلف بمهمة نائب خصوصي في التوثيق بأيت أورير مدة تسع سنوات. وتولى خطبة الجمعة بجامع القنارية نيابة عن الفقيه عمر بن التاودي، ثم انتقل إلى الخطبة بجامع الكتبية نيابة عن الفقيه بوشعيب الشاوي. ولما أنشئ المجلس العلمي لمدينة مراكش سنة 1402هـ/ 1981م عين عضوا باقتراح من رئيسه العلامة الرحالي الفاروق. كان رحمه الله يقرض الشعر في بعض المناسبات الوطنية والاجتماعية وغيرها. وفاته: توفي سنة 1419هـ/ 1999م، ودفن يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر بمقبرة باب دكالة. علي بن عبد الرحمن بن عمران السلاسي الفقيه المفتي العلامة المتفنن ، أعجوبة الزمان،حافظ لا تدرك غايته، ومحقق حمدت في فهم العلوم سعايته، يقوم على مختصر خليل أتم قيام يستيقظ لإزالة الإشكالات والناس نيام، مع المشاركة في التفسير والأصلين، والبيان والمنطق والنحو. كان يحفظ اكتفاء الكلاعي عن ظهر قلب. ولي قضاء الجماعة بفاس أواخر 1004هـ/1595م بعد وفاة عبد الحميد الحميدي، وقبيل وفاة أحمد المنصور استدعي لتولي قضاء الجماعة بمراكش. عانى من كيد الحساد وسعاية الوشاة ما انتهى به إلى سجن فاس الجديد حيث قضى زهاء سنة في العذاب، قبل أن يلقى مصرعه مسموما في جامع المشور سنة 1018هـ/1609م. قال التمنارتي: ولي قضاء مراكش ثم عزل، فقال لأصحابه يوما: أيتحدث الناس بأني معزول؟ فقالوا: نعم، فتمثل بقول الشاعر: وإن العزل للإنسان حيض ولكن الأمير أبا علي لحاه الله من حيض بغيض من اللائي يئسن من المحيض كتب إليه الأديب محمد المكلاتي أيام اعتقاله: أما لهلال غاب عنا سفور تصبر لدهر راح يمنحك الأسى سيظهر ما عهدته من جمالكم وتحيا رسوم للمعالي تغيرت أبا حسن إني على العهد لم أزل ففي فمي ماء من بقايا ودادكم عليكم سلام الله ما هطل الحيا فيجلى به خطب دجاه يثور فأنت عظيم والعظيم صبور فللبدر من بعد الكسوف ظهور فللميت من بعد الممات نشور مقيم عليه ما أقام ثـبـيـر فطعمه عندي سائغ ونميـر وغنت بأغصان الرياض طيور