حكم الونشريسي في نازلة الإمام المجذوم
النازلة:"وسئل رحمه الله عن إمام مسجد جماعة ظهر عليه داء الجذام عافانا الله منه فكرهت جماعته الإئتمام به لذلك، وذهبت إلى تأخيره عن الإمامة والاستبدال بإمام أخر مكانة، وذلك بعد مدة مضت له في إمامتهم وهو على تلك الرضي الحال. هل ترى رضي الله عنك إمامته جائزة بدنا أم لا؟ وهل ترى لهذه الجماعة إجباره على التأخير عن إمامته أم لا؟ وهل ترى لهذه الجماعة إجباره على التأخير عن إمامته أم لا؟ وكيف به وصل الله توفيقك إن ادعى أن الذي به غير جدام، إنما هو داء غيره بزعمه؟ إذ هذه الجماعة لا تقدح في دينه ولا في معرفته بما يتناوله في إمامته من قراءة أو غيرها، إنما يعافون مرضه المذكور خاصة. بين لنا رضي الله عنك القول في هذه المسألة كل البيان، فإنها نازلة بنا وواقعة عندنا موقفا مأجورا إن شاء الله. جواب النازلة: "فأجاب تصفحت عافانا الله وإياكم سؤالك هذا ووقفت عليه. وإمامة المجذوم جائزة لا اختلاف في ذلك بين أهل العلم، لأن العيوب التي تقدح في صحة الإمامة إنما هي في الأديان لا في الأبدان، إلا أنه إذا تفاحش جذامه، وقبح منظره وعلم من جيرانه أنهم يكرهون إمامته لتأذيهم بها في مخالتطه لهم يشق صفوفهم بالدخول إلى المحراب والخروج عنه، فينبغي له أن يتأخر عن الإمامة بهم. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المرأة المجذومة التي رآها تطوف مع الناس: يا أمة الله لا تؤذي الناس، لو جلست في بيتك لكان خيرا للك. فإن أبى من ذلك رفعوه إلى الإمام قضى عليه بالتأخير عن إمامتهم إذا تبين له ما ذكروه من تأذيتهم بها، لأن المنع من إذاية المسلمين واجب. وقد قال صلى الله وسلم في حلول المرض على المصح إنه أذى. وقال صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا يؤذينا بريح الثوم، وهو أخف أذي وبالله التوفيق.