خواطر حمرية
يعتبر الحاج التهامي الأبيري الحمري أشهر علماء قبيلة احمر لموسوعيته وطول رحلته وكثرة شيوخة ومؤلفاته، من أبرز وأشهر من أخذ عنه المقرئُ الحافظ سيدي أبو الفلاح امحمد بن علي الزوين المتوفى 1311 صاحب المدرسة المشهور بأحواز مراكش... فهذا أجل تلاميذ سيدي التهامي وله أثر بارز في الحركة العلمية والاقرائية في الجنوب المغربي بل في كل المغرب... ومنهم سيدي محمد الغنيمي صاحب المدرسة الغنيمية بعبدة قرب جمعة سحيم، وسيدي عزوز الصديگي الدكالي، وغيرهم من أرباب القراءة. واحمر على الرغم من اتساع أراضيها وكثرة أهلها فهي من أقل القبائل اعتناء بتاريخها وتراثها، ولما كانت تابعة لعمالة عبدة لم تكن لها تلك الحظوة في بناء المدارس العلمية والثقافية، وإن كانت فهي مختصة في علوم القرآن وعلم الفقه، وقل أن يعتنوا بعلوم الحديث وعلم اللغة، ناهيك عن العلوم العقلية وعلوم الفلك والطب... ، وهذا أمر ظاهر....أما حواضر دكالة وعبدة ورجراجة فكانت في ميادين العلم أوسع....وقد اختار السلطان المولى محمد بن عبد الله العلوي احمر لشهرتها بالرماية وركوب الخيل براعتها فيهما، ولصعوبة الجو حتى يألف الأمراء حياة البدو ولا يركنوا إلى حياة الترف في القصور، ومما يدل على ذلك أن معظم العلماء الذين درسوا بالمدرسة أجانب عن القبيلة كالشيخ المفضل المكناسي، وابن حمدون الفاسي وغيرهما....